كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإِبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم؟
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا يا رب، فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماء والأرض، فقلت: يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فقلت: يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلًا وكلمت موسى تكليمًا وفعلت وفعلت، فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل؟ فأفضى إليّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها، فذلك قوله: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى} فجعل نور بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي».
وأخرج ابن إسحق والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه عن عبد الله بن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه عبد الله بن عباس أن نعم، فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه؟ فأرسل: إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه؟ قال: نعم رآه كأنّ قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ، فقلت: يا أبا عباس أليس يقول الله: لا تدركه الأبصار؟ قال: لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: «لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا {ثم دنا فتدلى}».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال: «رأيت نهرًا، ورأيت وراء النهر حجابًا، ورأيت الحجاب نورًا لم أره غير ذلك».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: محمد رآه بفؤاده ولم يره بعينيه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه مرتين بفؤاده.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: ما أزعم أنه رآه وما أزعم أنه لم يره.
وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: «نوراني أراه».
وأخرج مسلم وابن مردويه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: «رأيت نورًا».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال: رآه بقلبه ولم يره بعينيه.
وأخرج النسائي عن أبي ذر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره.
وأخرج مسلم والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة في قوله: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى جبريل عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: رأى جبريل في صورته.
وأخرج عبد بن حميد عن مرة الهمداني قال: لم يأته جبريل في صورته إلا مرتين فرآه في خضر يتعلق به الدر.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى نورًا عظيمًا عند سدرة المنتهى.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى جبريل معلقًا رجله بسدرة عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته عند السدرة له ستمائة جناح؛ جناح منها سد الأفق يتناثر من أجنحته التهاويل والدر والياقوت ما لا يعلمه إلا الله.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: لما أسريَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب قال: وأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئًا من أمته المقحمات.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن سدرة المنتهى قال: إليها ينتهي علم كل عالم وما وراءها لا يعلمه إلا الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك أنه قيل له: لم تسمى سدرة المنتهى؟ قال: لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها.
وأخرج ابن جرير عن شمر قال: جاء ابن عباس إلى كعب فقال: حدثني عن سدرة المنتهي قال: إنها سدرة في أصل العرش إليها ينتهي علم كل ملك مقرب أو نبي مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن كعب قال: إنها سدرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها علم، فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: سألت كعبًا ما سدرة المنتهى؟ قال: سدرة ينتهي إليها علم الملائكة، وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم، وسألته عن جنة المأوى، فقال: جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود في قوله: {عند سدرة المنتهى} قال: صبو الجنة يعني وسطها جعل عليها فضول السندس والاستبرق.
وأخرج أحمد وابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجراد وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتًا وزمردًا ونحو ذلك».
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله: {سدرة المنتهى} قال: أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهي.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسماء بنت أبي بكر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصف سدرة المنتهى، قال: «يسير الراكب في الفتن منها مائة سنة يستظل بالفتن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب كأن ثمرها القلال».
وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى عن ابن عباس {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيتها حين استبنتها ثم حال دونها فراش الذهب».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ {عندها جنة المأوى} وعاب على من قرأ {جنة المأوى}.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الزبير قال: من قرأ {جنة المأوى} فأجنه الله إنما هي جنة المأوى.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {عندها جنة المأوى} قال: هي عن يمين العرش وهي منزل الشهداء.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود قال: الجنة في السماء السابعة العليا والنار في الأرض السابعة السفلى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأ: {جنة المأوى} قال: جنة المبيت.
وأخرج آدم ابن أبي أياس والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: كان أغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت وقد رآها محمد بقلبه ورأى ربه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن وهرام {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: استأذنت الملائكة الرب تبارك وتعالى أن ينظروا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأذن لهم، فغشيت الملائكة السدرة لينظروا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يعقوب بن زيد قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت بفناء السدرة؟ قال: «فراشًا من ذهب».
وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: رآها ليلة أسري به يلوذ بها جراد من ذهب.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ما زاغ البصر} قال: ما ذهب يمينًا ولا شمالًا {وما طغى} قال: ما جاوز ما أمر به.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن ابن مسعود في قوله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال: رأى رفرفًا أخضر من الجنة قد سد الأفق.
وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي مضى جبريل حتى جاء الجنة، فدخلت فأعطيت الكوثر، ثم مضى حتى جاء السدرة المنتهى، فدنا ربك فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تحوّلت فذكر الياقوت».
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: سدرة المنتهى منتهى إليها أمر كل نبي وملك.
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)}.
أخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان اللات رجلًا يلت سويق الحاج، ولفظ عبد بن حميد: يلت السويق يسقيه الحاج.
وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكان بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها، ثم أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: ارجع فإنك لم تصنع شيئًا، فرجع خالد، فلما أبصرته السدنة، وهم حجبتها، امعنوا في الجبل وهم يقولون يا عزى يا عزى، فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها، فعممها بالسيف حتى قتلها، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: «تلك العزى».
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن العزى كانت ببطن نخلة وأن اللات كانت بالطائف، وأن مناة كانت بقديد.
وأخرج سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد قال: كانت اللات رجلًا في الجاهلية على صخرة بالطائف وكان له غنم فكان يأخذ من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والأقط فيجعل منه حيسًا ويطعم من يمر من الناس، فلما مات عبدوه وقالوا: هو اللات، وكان يقرأ {اللات} مشددة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان اللات يلت السويق على الحاج فلا يشرب منه أحدًا إلا سمن فعبدوه.
وأخرج الفاكهي عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتًا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {أفرأيتم اللات} قال: كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توفي جعلوا قبره وثنًا، وزعم الناس أنه عامر بن الظرب أخذ عدوانًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أفرأيتم اللات والعزى} قال: اللات كان يلت السويق بالطائف فاعتكفوا على قبره، والعزى شجرات.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة} قال: آلهة كانوا يعبدونها، فكان اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة، وكانت مناة للأنصار بقديد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح قال: اللات الذي كان يقوم على آلهتهم، وكان يلت لهم السويق، والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السبور والعهن، ومناة حجر بقديد.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء قال: اللات حجر كان يلت السويق عليه فسمي اللات.
قوله تعالى: {تلك إذًا قسمة ضيزى}.
أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ضيزى} قال: جائرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرىء القيس:
ضازت بنو أسد بحكمهم ** إذ يعدلون الرأس بالذنب

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {ضيزى} قال: منقوصة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {ضيزى} قال: جائرة.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ضيزى} قال: جائرة لا حق فيها.
قوله تعالى: {أم للإِنسان ما تمنى}.
وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تمنى أحدكم فلينظر ما تمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته».
قوله تعالى: {وكم من ملك في السماوات} الآية.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا} قال: لقولهم: إن الغرانقة ليشفعون.
{وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال: احذروا هذا الرأي على الدين، فإنما كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبًا لأن الله كان يريه، وإنما هو هاهنا تكلف وظن {وإن الظن لا يغني من الحق شيئًا}.